ولمّا استَكمَلَ عقلُه، واشتَدَّتْ قوَّتُه، آتَيناهُ النبوَّة، وعِلمَ تأويلِ الرُّؤيا، وكانَ ذلكَ جزاءَ إحسانِه، فقدْ أحسَنَ في عَمَلِه، وعَمِل بطاعةِ ربِّه، وصبَرَ في مِحنَتِه.
وهذا وَصفٌ لحالِ يوسُفَ عليهِ السَّلام، ولا يَعني أنَّهُ أُوتيَ النبوَّةَ في هذا المَوضِعِ مِنْ سِياقِ القِصَّة، إذا فُسِّرَ "الحُكمُ" بالنبوَّة، الذي يأتي ذِكرُهُ ومَعناهُ هكذا في حَقِّ الأنبياءِ عليهمُ السَّلام، كما في قولهِ تعالَى: {وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً} [سورة الأنبياء: 74]. أمّا إذا فُسِّرَ بمَعنِى العِلمِ والفِقهِ في الدِّين، فلا يَكونُ هُناكَ إشْكال.