وأخبرَ ذلكَ الفتَى المَلِكَ بتأويلِ رؤياهُ كما عبَّرَهُ يوسُفُ عليهِ السَّلام، فتَعجَّبَ منهُ ومِنْ عِلمِه، وأرادَ أنْ يقِفَ على خبَره، فقال: ائتُوني بيوسُف.
فلمَّا ذهبَ السَّفيرُ إليهِ ليُحضِرَه، كما أمرَهُ المَلِك، لقيَ وقفَةً عندَ يوسُف، فقدْ أبَى أنْ يَصحَبَه، وفضَّلَ أنْ يَبقَى في السِّجنِ حتَّى تَبْرَأ ساحَتُه، ليَخرُجَ طاهِراً مُبَرَّأً مِنْ كُلِّ شُبهة، وأنَّ كُلِّ هذهِ السَّنواتِ التي قَضاها في السِّجنِ كانتْ ظُلمًا في حَقِّه، فقالَ لرسُولِ المَلِك: ارجِعْ إلى سيِّدِكَ واسألْهُ عنْ خبَرِ النِّساءِ اللَّواتي جَرَحْنَ أيديَهُنَّ، وحَقيقَةِ أمرِهِنَّ في هذا. واللهُ أعلَمُ بمَكرِهِنَّ وما صَنَعْنَهُ بحَقِّي، ولسَوفَ يُجازيهِنَّ على افتِرائهنّ.