فأحضَرَهُنَّ المَلِكُ بينَ يَدَيهِ وقالَ لهنَّ: ما شأنُكنَّ وما خبَرُكنَّ عندَما حاوَلتُنَّ إغراءَ يوسُفَ عنْ نَفسِهِ يَومَ الضِّيافَة، وحَذَّرْتُنَّهُ منْ مُخالفةِ مولاتِهِ إذا لم يُطِعْها فيما تُريدُ منه؟ هلْ أجابَكُنَّ إلى شَيءٍ مِنْ ذلك؟ فقُلْنَ جَميعًا: مَعاذَ الله، لم نرَ منهُ سُوءًا، ولم نُجَرِّبْ عَليهِ خِيانَة.
وقالتْ مَولاتُهُ امرأةُ العَزيز: الآنَ ظَهرَ الحقُّ وتبيَّنَ بعدَ خَفائه، فأنا التي حاولتُ معَه، وبذَلتُ جُهدي في إغرائهِ لأُجبِرَهُ على الفَاحِشَة، فأبَى إباءً شَديدًا، وكانَ عَفيفًا في سُلوكِهِ نَزيهًا، صادِقًا في قَولِه، إنَّهُ بَريء.