ولمّا عَمَّ القَحطُ بلادَ مِصرَ، وتَجاوزَها حتَّى وصَلَ إلى بلادِ الشَّام، وحَلَّ بآلِ يَعقوبَ ما حَلَّ بأهلِها، سَمِعوا أنَّ بمصرَ مَلِكاً صَالِحاً يَعدِلُ في العَطاءِ والتَّوزيع، فقَصدَهُ الناسُ مِنْ سَائرِ الأقاليم، وبينَهمْ إخوةُ يوسُفَ الذينَ آذَوه، فدَخَلوا عليهِ وهوَ في مَجلسِ ولايَتِه، فعرَفَهمْ بحُسْنِ إدراكهِ وفِراستِه، وهمْ لا يَعرِفونَه.