لقدْ كانَ في خبَرِ الأنبياءِ معَ أُمَمِهم، ومِنْ ذلِكَ قِصَّةُ يوسُفَ معَ إخوتِهِ وأبيه، ثمَّ سَجنُهُ، ومَآلُ أمرِه، تَذكِرةٌ وعِبرَةٌ لذَوي العُقول، أهلِ الفِكرِ والاعتِبار.
وما كانَ هذا القُرآنُ العَظيم، الذي احتَوَى على قَصَصِ الأنبياءِ وغيرِها ممّا فيهِ فائدةٌ وعِبرَة، ما كانَ كلامًا مُختَلَقًا، ولا حِكايةً شَعبيَّةُ تُسرَد، فإنَّ الكذِبَ لا يُحَقِّقُ هِداية، ولا يَطمَئنُّ إليهِ النَّاس، ولكنَّهُ كِتابُ هِدايةٍ وتَوجيه، صدَّقَ الكتُبَ السَّماويةَ السَّابِقة، وشَهِدَ لها بالصحَّةِ إذا وافقَتِ الوحي. وفيهِ بيانُ ما يَحتاجُهُ النَّاس، مِنْ عِبادات، ونِظامِ حياة، وتَربيَةٍ وأخلاق، وهوَ هِدايةٌ منَ الغَيِّ والضَّلالِ إلى الحقِّ والرَّشَاد، ورحمَةٌ لهمْ مِنْ ربِّ العِباد، يَنالونَ بها خَيرَ الدُّنيا والآخِرة. هذا لمَنْ صدَّقَ بكتابِ الله، وآمنَ بالإسلامِ كُلِّه، واتَّبعَ هُداه.