حتَّى إذا يئسَ الرسُلُ منِ استِجابَةِ الكافِرينَ المُجرِمين، ولم يُتابِعْهمْ على دَعوتِهمْ إلاّ القَليلُ مِنَ المؤمِنين، وصبَروا على تَكذيبِ الكافِرينَ واستِهزائهم، وعلى تَماديهمْ في الكُفرِ والضَّلالِ سَنواتٍ وسَنوات، وقدْ بلَغَ الجَهدُ والكَرْبُ بالرُّسُلِ ما بلَغ، وصَاروا يَنتَظِرونَ الوعدَ بالنَّصر، وكأنَّهمْ لا يَرونَهُ قَريبًا، حتَّى تَوهَّموا أنَّ نُفوسَهمْ كذَّبَتْهُمْ حينَ حدَّثَتْهُمْ بأنَّهمْ سيُنْصَرون، عِندَئذٍ جاءَهمْ نَصرُنا...
أو أنَّ أتْباعَ الرسُلِ ظَنُّوا ذلك...
وبقراءَةِ "كُذِّبوا" بالتَّشديد، يَعني أنَّ الرسُلَ كُذِّبوا مِنْ قِبَلِ أقوامِهم تَكذيبًا لا إيمانَ بعدَه... جاءَهمْ نَصرُنا فَجأة، حاسِمًا فاصِلًا...
فنُنَجِّي مِنْ بينِهمْ مَنْ نشَاءُ مِنَ الهَلاك، وهُمُ الرسُلُ وأتْباعُهم، ويَحِلُّ بأسُ اللهِ بالكافِرينَ المُكَذِّبين، ولا يَستَطيعُ أحَدٌ أنْ يَرُدَّ العَذابَ عنهم.