ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من... - سورة الرعد الآية 27

  1. الجزء الثالث عشر
  2. سورة الرعد
  3. الآية: 27

﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَنۡ أَنَابَ﴾

[الرعد:27]

تفسير الآية

ويَقولُ الكافِرونَ المُتَعَنِّتونَ - مِنْ أهلِ مَكَّة - هلاّ أُنزِلَتْ على مُحمَّدٍ (صلى الله عليهِ وسلَّم) مُعجِزَةٌ خارِقَةٌ مِنْ رَبِّه؟ وهمْ يَسألونَ أكثرَ مِنْ مُعجِزَة، تَعجيزًا ومُكابرَةً لا استِعدادًا للإيمان، وفي سُورةِ الإسْراءِ نَماذِجُ مِنْ مطالبِهم، في قَولهِ تعالَى: {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً . أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً . أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً . أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً}.

واللهُ قادِرٌ على ذلكَ لا يُعجِزُهُ شَيء، وهوَ سُبحانَهُ إذا أجابَ طلبَهمْ ثمَّ كفَروا أهلكَهم. وليسَتِ الهِدايَةُ والضَّلالةُ متَوَقِّفتَينِ على الآياتِ والمُعجِزات، فلهما دَواعٍ في النُّفوس، وأسبابٌ تؤدِّي إليهِما. وهؤلاءِ المُكابِرونَ مُكَذِّبونَ مُستَهزِئون، واللهُ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ ممَّنْ يَستأهِلونَ الضَّلال، كهؤلاءِ الكُفّارِ المُعانِدين، ويَهدي إليهِ مَنْ تَقبَّلَ الحقَّ وأنابَ إلى الربِّ مِنَ المؤمِنين، فهمْ أهلٌ للهِدايةِ والإيمان، لأنَّهمْ يتَّبِعونَ الحقَّ ولا يُكابِرون، ويَرجِعونَ إلى اللهِ وبهِ يَستَعينون.

وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ

ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب