وقدْ أرسَلنا قَبلكَ رسُلاً منَ البشَرِ أيضًا، وكانوا مِثلكَ لهمْ أزواجٌ وأوْلاد، فلمَاذا الاعتِراضُ على بَشَرِيَّتِك؟ لماذا يُريدونَ رسُولاً منَ الملائكةِ وقدْ كانتِ الرسُلُ مِنْ قَبلُ كلُّهمْ منَ البَشَر، ولم يبعَثِ اللهُ مَلَكًا واحِدًا بالرِّسَالة؟
أمّا مُعجِزاتُهم، فلم تَكنْ بأمرِهمْ ولا منْ صُنعِهم، إنَّما يأتي بها اللهُ متَى شَاء، وُفقَ ما تَقتَضيهِ حِكمَتُهُ ومَشيئَتُه.
والكتُبُ المُنْزَلَةُ مِنْ عندِ اللهِ تَختَلِفُ أحكامُها، لأنَّها شُرِعتْ حسَبَ أحْوالِ الناسِ وأزمانِهم، وقدْ نزَلتْ في أوقاتٍ مُتفاوِتة، ولكُلِّ وقتٍ كتابٌ يُناسِبُه، وما يُناسِبُ النَّاسَ في هذا الزَّمانِ إلى أنْ يَرِثَ اللهُ الأرضَ ومَنْ عَليها هوَ القُرآنُ وحدَه.