إنَّ مَثَلَ الذينَ كفَروا في غيِّهمْ وضلالِهم وجهلِهمْ وعدمِ تدبُّرهمْ فيما أُلقيَ إليهمْ منَ الآيات، كالبَهائمِ التي لا تَفقَهُ ما يُقالُ لها، فإذا دعاها أو هتفَ بها راعِيها لا تَفهَمُه، إنَّما تَسمعُ لحنَهُ ودويَّ صوتِه.
فهمْ صُمٌّ عنْ سَماعِ الحقّ، وخُرْسٌ لا يَتفوَّهونَ به، وعُميٌ عنْ رؤيةِ طَريقه، ولو كانتْ لهمْ حَواسُّ ظاهِرَة، ما داموا لا يَنتفعونَ بها. إنَّهم لا يَفهمونَ شيئاً لأنَّهمْ لا يتدبَّرونَ الآياتِ والحقائق، ولا يتأمَّلونَ فيما يرونَهُ منَ الدلائلِ الواضحةِ والأمورِ النافِعة.