مُسرِعينَ إلى الدَّاعي، لا يَلتَفِتونَ إلى شَيء، رافعِي رؤوسِهمْ وكأنَّها مَشدودَةٌ إلى السَّماءِ لا تتَحرَّكُ يَمْنَةً ولا يَسْرَة، وأبصارُهمْ شَاخِصَةٌ جامِدَةٌ لا تَطرِف، يُديمُونَ النَّظرَ إلى جِهةٍ واحِدَةٍ مِنَ الرُّعب، فلا يَنظرُ أحَدٌ إلى أحَد. وقلوبُهمْ خالِيَةٌ جَوفاء، وكأنَّها لا تَعقِلُ ولا تَفهَم، ولا تَدري ولا تتَذَكَّر، منَ الفزَعِ والحَيرَةِ والدَّهشَة!