وهوَ أيامٌ مَعدودات.
وكانَ ذلكَ في ابتداءِ الإسلام، يَصومونَ منَ كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيَّام، ثمَّ نُسِخَ بصومِ شهرِ رمضان، كما يأتي في الآيةِ التالية.
أو أنَّ المقصودَ بالمعدوداتِ الشهر، ويكونُ التقليلُ تسهيلاً على المكلَّفين، فهيَ قليلةٌ بالنسبةِ لأيامِ السنة.
فمنْ كانَ مريضاً مرضاً يَضرُّهُ الصوم، أو يَعْسُرُ مَعه، أو كانَ مُسافراً سَفراً تُقْصَرُ بهِ الصَّلاة، فلا بأسَ عليهِ أن يُفطِر، على أنْ يَقضيَ ما فاتَهُ منْ ذلكَ بعدُ.
أمّا الذينَ يَصومونَهُ ولكنْ بمشقَّةٍ بالغة، كالشيخِ الكبير، والمريضِ الذي لا يُرجَى بَرْؤه، فيُعطِي بدلَ صيامِ كلِّ يومٍ طعامَ مِسكين، وهوَ قَدْرُ ما يأكلهُ في يَومِه. فمنْ زادَ على ذلكَ فهوَ أفضَل.
والصومُ خيرٌ لمنْ أُبيحَ لهُ الإفطارُ إذا لم يَجِدْ في ذلكَ مشقَّة.
وإذا تبيَّنتُمْ هذا وكنتُمْ مِنْ أهلِ العلمِ والتدبُّر، علمتُمْ أنَّ الصومَ خيرٌ منْ ذلك.
وهناكَ تفسيرٌ آخرُ للآية، وهوَ قولُ الجمهور، فقدْ كانَ المسلِمونَ في أوَّلِ الأمرِ مخيَّرينَ بينَ صيامِ عدَّةِ أيّام، أو إطعامِ مَساكين، فيكونُ مَعناها: وعلى الذينَ يَستطيعونَ الصِّيام، إذا أُفطِروا، فِدية. ثمَّ نُسِختْ، وصارتِ الفِديةُ للعاجزِ إذا أُفطِر.