شَهرُ رمَضان، الذي أَنزَلَ اللهُ فيهِ القُرآنَ العظيم، في لَيلةِ القَدْرِ منه، هادياً للنَّاسِ منَ الضَّلالةِ إلى الإيمان، فيهِ آياتٌ واضِحاتٌ تَهدي إلى الحقِّ مِنَ الحدودِ والأحكام، لمنْ تدبَّرَها وآمنَ بها حقَّ الإيمان. وبها يُفَرَّقُ بينَ الحقِّ والباطل، والحلالِ والحرام.
ولهذا اختارَهُ اللهُ ليَكونَ شهرَ الصَّومِ للمُسلمين، فمَنْ حضَرهُ وكانَ مُقيماً سالماً وجبَ عليهِ صيامُهُ كلِّه.
أمّا مَنْ كانَ بهِ مرضٌ يَشُقُّ عليهِ الصيامُ مَعه، أو يُؤذِيه، أو كانَ في حالِ سفرٍ لمسافةٍ تَقْصُرُ به الصلاة، فلهُ أنْ يُفْطِر، لكنْ عليهِ أنْ يَقضيَ هذهِ الأيامَ إذا تعافَى، أو أقام، في الأشهرِ التاليةِ منه.
وإنَّما رَخَّصَ اللهُ لكمُ الفِطْرَ في حالاتٍ تيسيراً عليكم، ورحمةً ورأفةً بِكم.
وإنَّما أمرَكمْ بقضاءِ ما فات، لتُكْمِلوا عددَ أيامِ الشَّهرِ المفروضِ عليكمْ صَومُه. ولتَذكروا اللهَ وتُعظِّموهُ وتكبِّروهُ عندَ انقضاءِ الصوم، ليلةَ الفطرِ ويومَ العيد؛ شُكراً لهُ على ما هَداكمْ إلى هذهِ الطاعةِ العَظيمة، التي تَزيدُ مِنْ حسَناتِكم، وتُقَرِّبُكمْ مِنْ رحمةِ الله، ويُدخِلُكمْ بها الجنَّة.
ولتَشكروهُ على هذهِ النِّعمةِ الجَليلة، وما يسَّرَهُ عليكمْ مِنَ الفِطْرِ فيهِ للضَّرورَة.