وقالَ المشرِكونَ مُحتَجِّينَ بالقَدَر: لو أرادَ اللهُ لمَا عَبَدْنا معَهُ الأصْنام، نحنُ ولا آباؤنا، ولا حرَّمْنا شَيئًا ممّا نُحَرِّمُهُ الآن، ولكنَّهُ شَاءَ ذلك، وإذا شَاءَ أمرًا فهوَ يَعني مَشروعيَّتَهُ ورِضاهُ عَنه، ولذلكَ فإنَّ ما نحنُ عَليهِ صَحيحٌ ومَشروع!
وهذا كَذِبٌ وجدَلٌ عَقيم، وقدِ افترَى مِثلَ هذا الكَذبِ أُمَمٌ كافِرَةٌ ضلَّتْ قَبلَهمْ وعاقبَهمُ الله. أمَا بلَّغَ الرسُلُ رسَالةَ ربِّهمْ بشَكلٍ واضِحٍ جَليّ، وفيها إنكارٌ لعمَلِ المشرِكين، ونَهيٌ عنْ مُعتَقداتِهم، وتَنبيهٌ إلى ضَلالِهم، وإنذارٌ لهمْ وتَذكير، وأنتُمْ كذلكَ أيٌّها المشرِكون، واللهُ لا يَرضَى بكُفرٍ ولا شِرك، فكَيفَ تُحيلونَ شِركَكُمْ إليه؟!