ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا... - سورة النحل الآية 36

  1. الجزء الرابع عشر
  2. سورة النحل
  3. الآية: 36

﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ اعۡبُدُواْ اللَّهَ وَاجۡتَنِبُواْ الطَّـٰغُوتَۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ هَدَى اللَّهُ وَمِنۡهُم مَّنۡ حَقَّتۡ عَلَيۡهِ الضَّلَٰلَةُۚ فَسِيرُواْ فِي الۡأَرۡضِ فَانظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ الۡمُكَذِّبِينَ﴾

[النحل:36]

تفسير الآية

وقدْ أرسَلنا لكُلِّ أُمَّةٍ منَ الأُمَمِ السَّابقَةِ رَسُولاً يأمرُهمْ بعبادَةِ اللهِ وحدَه، واجتِنابِ كُلِّ ما عَداهُ مِنْ وثَنيَّةٍ وضَلالٍ وفِكرٍ لا يوافِقُ دِينَ الله.

فمِنْ هذهِ الأُمَمِ مَنْ هَداهمُ اللهُ إلى الحقِّ بعدَ إنذارِ الرسُل، فاستَجابوا لنداءِ ربِّهِمْ والتَزَموا بأحكامِ دِينِه، ومنهمْ مَنْ أبَى فكفَرَ واتَّبعَ طَريقَ الطَّاغوت، فثَبتَتْ عَليهمُ الضَّلالة.

"وهذا الفَريقُ وذلك، كِلاهُما لم يَخرُجْ على مَشيئةِ الله، وكِلاهُما لم يَقسِرْهُ اللهُ قَسْرًا على هُدًى أو ضَلال، إنَّما سلَكَ طريقَهُ الذي شاءَتْ إرادَةُ اللهِ أنْ تَجعلَ إرادتَهُ حُرَّةً في سُلوكِه، بعدَما زوَّدَتْهُ بمعالِمِ الطَّريقِ في نَفسِهِ وفي الآفاق"، كما قالَهُ صاحِبُ "الظِّلال".

فامشُوا في الأرض - أيُّها المُكَذِّبونَ المُستَهزِؤونَ - مُفَكِّرينَ مُعتَبرِينَ منْ آثارِ السَّابقينَ وأحداثِهمْ وقَصَصِهم، وما حَلَّ بهمْ منْ عُقوبَةٍ ونَكال، جَزاءَ كُفرِهمْ وتَكذيبِهمْ أنبياءَهم، معَ ما يَنتَظِرُهمْ مِنْ عَذابٍ في الآخِرَة.

وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ

ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين