ولا تَكذِبوا فتَدَّعوا تَحريمَ ما أحَلَّهُ الله، أو تَحليلَ ما حرَّمَه، فيما اصطَلَحتُمْ عليهِ ووَضَعتُموهُ في جاهِليَّتِكمْ، وتَقولوا إنَّ اللهَ أمرَنا بهذا، فتُحَرِّمونَ ما سيَّبتُموهُ للأصنام... كما في قَولِهِ تَعالَى: {وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} [سورة الأنعام: 138]. قالَ ابنُ كَثيرٍ رَحِمَهُ الله: ويَدخلُ في هذا كلُّ منِ ابتَدَعَ بِدعَةً ليسَ فيها مُستَنَدٌ شَرعيّ، أو حَلَّلَ شَيئاً ممّا حرَّمَ الله، أو حرَّمَ شَيئاً ممّا أباحَ الله، بمُجرَّدِ رأيهِ وتَشَهِّيه. اهـ.
فالتَّحليلُ والتَّحريمُ لا يَكونُ إلاّ بتَشريعٍ منَ اللهِ ورَسولِه. والذينَ يَكذِبونَ على اللهِ لا فَلاحَ لهمْ في الدُّنيا والآخِرَة، ولا يَنجونَ منْ عَذابِ الله(71).