وأشهُرُ الحجِّ معروفة، وهي شوَّالٌ وذو القَعْدَةِ وعَشرٌ مِنْ ذي الحِجَّة، فمنْ نوَى فيهنَّ الحجَّ وأوجبَهُ على نفسِه، فليلتَزمْ بآدابِه: فلا يجوزُ فيهِ الجِماعُ ولا دواعيه، ولا ارتكابُ المعاصي والفواحشِ والمحظورات، ويعني التأكيدَ على ذلكَ في أثناءِ الحجِّ الذي قُصِدَ لطاعةِ الله، ولا جِدالَ ولا مُخاصَمةَ في الحجّ، فلا يُماري الحاجُّ أخاهُ حتَّى يُغضِبَه، ولا يسبُّهُ ولا يُنازعُه، وخاصَّةً رفقتَهُ وخدَمَه.
وما تَفعلوا منْ أعمالٍ صالحةٍ يَعْلَمْها الله، ويَجزِ بها خيرَ الجزاء.
واجلُبوا معكمْ منَ الزادِ ما يَكفُّ وجوهَكمْ عنِ السؤالِ في الحجِّ ولا تَتواكلوا.
وإنَّ خيرَ ما تزوَّدتمْ بهِ هو ما ينفعُكمْ في الآخِرَةِ منَ التقوَى والعملِ الصالحِ والطَّاعة.
واخشَوا عِقابي إذا خالفتُمْ ما أمرتُكمْ بهِ يا ذَوي الأفهامِ وأهلَ العقولِ الراجِحة.