وهلْ ظننتُمْ أيُّها المسلِمونَ أنَّكمْ ستَنالونَ الجنَّةَ دونَ أنْ تُبْتَلوا وتُمْتَحَنوا، ودونَ أنْ يُصيبَكمْ مثلَما أصابَ الذينَ مِنْ قبلِكم، وقدْ نالتْ منهمُ الأمراضُ والآلام، والمصائبُ والكوارِث، والفقرُ والجَهدُ والخَوف؛ ليتبيَّنَ بذلكَ كلِّهِ صبرُكمْ وإيمانُكمْ وثباتُكمْ على الحقّ، الذي يَنبغي ألاّ تُزيحَهُ الاختِبارات، ولا تَعصِفَ بهِ البلايا. وقدْ أُزعِجوا إزعاجاً شَديداً وزُلزِلوا خَوفاً منَ الأعدَاء، وامتُحِنوا امتِحاناً عَظيماً، حتَّى صارَ الرسولُ وأتْباعهُ المؤمنونَ يَدعونَ بالنصرِ وقُربِ الفرَجِ والمَخرَجِ منْ هذا الضِّيقِ الشَّديد.
وإنَّ نصرَ اللهِ قريبٌ ممَّنْ صبرَ على مُكابدةِ المَشاقّ، وجاهدَ حقَّ الجهَاد، فكانَ أهلاً للنَّصر، وإنَّ معَ العُسرِ يُسراً وتَوفيقاً، ونَصراً وفرَجاً.