وما داموا اختاروا طريقَ الخِداعِ والتآمُر، والتهكُّمِ والاستهزاء، فإنَّ اللهَ لهمْ بالمرصادِ، وسيَعلمونَ غدًا أنَّ الهُزْءَ والمَكْرَ قدْ حاقَ بهمْ {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [سورة النساء:42]، فسوفَ يَسخرُ اللهُ بهم بالانتقامِ منهم، ويدَعُهمْ يَخْبِطُون في طريقٍ لا يَعرِفونَ نهايتَه، ولا يجدونَ سبيلاً إلى الخروجِ منه، فقدْ طَبَعَ اللهُ على قلوبِهم، وأعمَى أبصارَهُم، نتيجةَ أعمالِهمْ ومَواقِفِهمُ السيِّئة.
والمَكْرُ والخِداعُ والسُّخريةُ على وجهِ اللَّعبِ مُنتَفٍ عنِ اللهِ عزَّ وجلَّ بالإجماع، وأمّا معَ وجهِ الانتقامِ والمقابَلَةِ بالعدلِ والمجازاةِ، فلا يمتَنعُ ذلك، كما قال ابنُ جَريرٍ الطبريُّ.