ومَثَلُ هؤلاءِ الذينَ عَدَلوا عنِ الهُدَى إلى الضَّلال، وآثَرُوا العَمَى على التبصُّر، كمَثَلِ رجلٍ أوقَدَ نارًا في ليلٍ مُدْلَهِمٍّ، فَلَمَّا أضاءتِ النارُ ما حولَها وانتفعَ بها مُوقِدُها، وأبصرَ بها ما حولَهُ واستأنسَ بها، إذا بها طُفِئَتْ، فصارَ في ظلامِ شديدٍ، لا يُبصرُ ولا يَهتدي!.
والمنافقونَ كذلك، رَأَوْا نورَ الإسلامِ فآمَنوا، ثم انقَلبوا على وجوهِهمْ يَخْبِطُونَ حائرين، مُؤثِرينَ الضلالَ على الهُدَى بعدَما تَبيَّنوه. {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ} [سورة المنافقون:3].
فكانَ جزاؤُهمْ أنْ أذهبَ اللهُ عنهمْ ما يَنفعُهم، وهوَ النور، وأبقَى لهمْ ما يَضرُّهم، وهوَ الإحراقُ والدُّخَان، وترَكهمْ في ظُلُماتِ الشكِّ والكُفْرِ والنِّفاق، لا يَهتدونَ إلى سَبيلِ الخير.