أيُّها المؤمنون، إنَّ الدُّنيا فرصةٌ للعَملِ الصَّالح، فأنفِقوا ممّا تفضَّل اللهُ بهِ عليكمْ مِنْ رِزق، قبلَ أنْ تُغلَقَ صفحةُ الدُّنيا فلا يُقبَلُ منْ أحدٍ عَمَل، وإنَّ أمامَكمْ يومَ القيامَة، الذي لا يوجدُ فيهِ بَيعٌ ولا شِراءٌ حتَّى تُجَرِّبوا رِبحاً، فلا مالَ يَبذلهُ المرءُ ليَفديَ بهِ نفسَه، ولا تَنفعُ صداقةُ أحدٍ ولا قَرابتُهُ لمسامحتِكم، ولا وَساطاتٌ جاريةٌ لتَشفَعَ لكمْ وتَعفوَ عنكم، بلِ الأمرُ كلُّه يَومَئذٍ لله.
والكافِرونَ همْ أكثرُ الناسِ خَسارةً في ذلكَ اليوم، فقدْ أنكروا الحقّ، وظلموا أنفسَهمْ بعدمِ اتِّباعه، وظلَموا غيرَهمْ عندما صَدُّوهمْ عنِ الهُدَى، وحَرَموهمْ منْ خيرٍ كثير، فبَاؤوا بإثمِهمْ وآثامِ الآخَرين.