أيُّها النَّاس، لقدْ ضَربَ اللهُ مَثَلاً في حقَارَةِ الأصْنامِ وسَخافَةِ عُقولِ عابِديها، حَقيقٌ بأنْ تَستَمِعوا إليهِ وتَتفَكِّروا فيه. إنَّ هذهِ الأصْنامَ التي تدَّعونَ أنَّها آلِهَةٌ وتَعبدُونَهمْ مِنْ دونِ الله، لا يَستَطيعونَ أنْ يَخلُقوا ذُبابًا، ولو اجتمَعَ جَميعُ أصْنامِ الأرْضِ على ذلك، على الرَّغمِ مِنْ أنَّ الذَّبابَ حشَرَةٌ صَغيرَة، خَفيفَةٌ ضَعيفَة. وإذا اختطَفَ شَيئًا منهم، أو ممّا عَليهم، فلا يَستَطيعونَ كَفَّهُ عَنهم، ولا استِرجاعَهُ منه، فهمْ جامِدونَ لا يَتحَرَّكون، لا يَنفَعونَ ولا يَضُرُّون، ولا يَستَطيعونَ أنْ يَنتَصِروا لأنفُسِهم، ولا أنْ يُدافِعوا عنْ عابِديهمْ بشَيء.
لقدْ ضَعُفَ الصَّنَمُ كما عَلِموا، وضَعُفَ الذُّبابُ، الذي هوَ مِنْ أضعَفِ وأذَلِّ الحيَوانات. فليَنظُروا ما يَعبدُون.