واللهُ يُؤتي مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادهِ ممَّن أرادَ بهمْ خيراً: العقلَ السويَّ والعلمَ النافع، والفِقهَ في الدِّين، والإصابةَ في القولِ والفِعل، والقصدَ والاعتدال، والبصيرةَ المُستنيرة، فيُدرِكُ الأشياءَ على حقيقتِها، ويَفهمُ الأمورَ على واقعِها كما يَنبغي، فيَهتدي ويُصيب.
والذي يؤتَى هذا كلَّهُ في خَيرٍ عَظيم، وهِبَةٍ جَليلة، فإنَّهُ أُخرِجَ مِنْ ظُلُماتِ الجَهلِ فكانَ في نورِ الهُدى، ومنَ الانحرافِ إلى الاستقامةِ والرزانةِ والسَّداد.
ولا يَعرِفُ قَدْرَ هذا العَطاءِ الجليلِ والنِّعمةِ الكبيرةِ إلا أولو الأحلامِ والنُّهى، الذينَ يَعرِفونَ النافعَ فيَعملونَ به، ويَعرِفونَ الضارَّ فيَتجنَّبونَه.