لم يَتَّخِذِ اللهُ ولَدًا، فلا يُشبِهُهُ أحَد، وليسَ هوَ بحاجَةٍ إلى أحَد، ولم يَكنْ لهُ شَريكٌ في الأُلوهيَّة، ولو كانَ هُناكَ إلهانِ أو أكثَر، لانفرَدَ كُلُّ إلهٍ بنَصيبِهِ مِنَ الخَلقِ واستقَلَّ بهِ عنِ الآخَر، وتفرَّدَ بالتصَرُّفِ فيه، ولَمَا وُجِدَ هذا التَّنظيمُ والتناسُقُ الشَّامِلُ في الكونِ كُلِّه.
ثمَّ إنَّ الأمرَ لا يَبقَى هكذا دونَ تَنافُسٍ وتَخاصُم، فسيَعلو إلهٌ على آخَر ويُحارِبُهُ ويُغالِبُهُ ليَقضيَ عَليهِ ويَستأثِرَ بمُلكِه، كما هوَ الشَّأنُ في مُلوكِ الدُّنيا. فتنَزَّهَ اللهُ وتقدَّسَ عمَّا يَصِفونَهُ بهِ مِنْ دَعوَى الولَدِ والشَّريك.