وحالُ هؤلاءِ أيضًا في شكِّهِمْ وكفرِهمْ وتَردُّدِهم، كمَثَل مَطَرٍ هَطلَ مِنَ السماءِ في ليلٍ مُظلِم، فيه رَعْدٌ قَوِيٌّ مُخِيف، وبَرْقٌ يُضِيءُ في لَمَعانٍ شديد، فصاروا يَجعلونَ أصابعَهمْ في آذانِهم حَذَرًا مِنْ أنْ يُصيبَهمْ شيءٌ منْ آثارِها فيموتوا، وهوَ لا يُجدِي عنهمْ حذَرًا، فاللهُ محيطٌ بهمْ بقُدرتِه، وهمْ تحتَ مشيئتِهِ وإرادتِه.
وتشبيهُ أوجُهِ المَثَلِ: حالُ الظُّلُماتِ هي الشكوكُ، والكفرُ، والنِّفاقُ.
والرعْدُ هو ما يُزعجُ القلوبَ منَ الخوفِ، فإنَّ شأنَ المنافقين الخوفُ الشديدُ والفزَعُ.
وَالْبَرْقُ هو ما يَلمَعُ في قُلُوبِ هَذَا القِسْمِ مِنَ المنافقينَ في بعضِ الأحيانِ مِن نُورِ الإيمان.