ويكادُ هذا البَرقُ لِشِدَّتِهِ وقوَّتِهِ أنْ يَسْتَلِبَ أبصارَهم؛ فإذا أضاءَ لهم مَشَوْا فيه، وإذا أظلمَ عليهمْ وقَفوا حائرينَ لا يَدْرونَ أينَ يَذهبون.
والبَرقُ كِنايةٌ عنْ شِدَّةِ ضَوْءِ الحقِّ، وأنَّهم إذا ظَهَرَ لهمْ مِنَ الإيمانِ شيءٌ استأنَسوا بهِ واتَّبَعوه، وتارةً تَعْرِضُ لهمُ الشُّكُوكُ فتُظلِمُ قُلوبُهمْ ويَبقَوْنَ حائرين!
ولو شاءَ اللهُ لأخذَ سَمْعَ المنافقينَ وأبصارَهم، لأنَّهمْ ترَكوا الحقَّ بعدَ معرفتِه، وهو إذا أرادَ بعبادِهِ نِقْمةً كانَ قادرًا على إنفاذِها.
وهذا تحذيرٌ للمنافقينَ من بأسِ اللهِ وسَطوَتِه، وأنَّهُ بهمْ مُحيط.