فهلْ عَلمتُمْ ما هوَ خيرٌ مِنْ هذهِ الشهواتِ الفانِية، ولو كانتْ ممّا يُعجِبُ الإنسانَ ويَتمسَّكُ بها؟
إنَّهُ مِنْ نَصيبِ عبادِ اللهِ المتَّقين، الذينَ آمنوا باللهِ وقامُوا بالأعمَالِ الصَّالحة، فهؤلاءِ لهمْ عندَ ربِّهم جِنانٌ جَميلة، واسعةٌ رائعة، تَجري مِنْ تحتِها جداولُ المياهِ والأنهارُ العَذبة، ومنها ما يَجري بالعسلِ واللبنِ وأنواعِ الأشْرِبة، وفيها ما لم يَرَهُ الإنسانُ وما لم يَسمعْ به، معَ حياةٍ دائمةٍ هَنيئة، لا نَغْصَ فيها ولا انقِطاع.
ولهمْ فيها أزواجٌ مُطَهَّراتٌ مِنَ الأذَى الذي يَعتري نساءَ الدنيا، وحُورٌ عِيْنٌ جَميلاتٌ مُحَبَّباتٌ إلى النُّفوس، وفوقَ كلِّ ذلكَ رضوانُ الله، فلا سَخَطَ عليهمْ بعدَهُ أبداً.
واللهُ بصيرٌ بأعمالِ عبادهِ ونيّاتِهم وتوجُّهاتِهم في الدنيا، خبيرٌ بميولِهم ونوازِعِهم. وهوَ يُعطي كلاًّ بحسبِ ما عَمِلَ واجتهدَ وأخلَص.