فإذا خاصَمكَ المشرِكونَ وأهلُ الكتَاب، وجادَلوكَ في عقيدةِ الإسلامِ التوحيديَّةِ الصافية، فقلْ لهم: لقدِ استَسلَمتُ لطاعةِ ربِّي، وخَضعتُ لأمرِه، واتَّبعتُ وحيَه، وأخلَصتُ عِبادَتي لهُ وحدَهُ لا شَريكَ له، ومنِ اتَّبعَني منَ الناسِ كانَ مُسلِماً وقالَ كما قلتُ.
وقلْ لأهلِ الكتابِ والمشرِكينَ في دعوتِهمْ إلى دِينِ التوحيد: أأسلمتُمْ وأقررتُمْ بتوحيدِ الله، والإيمانِ بألوهيَّتهِ للخلقِ أجمعين، وتحاكمتُمْ إلى كتابِه؟
فإذا أسلَموا واتَّبَعوكَ فقدِ اهتَدَوا إلى الدِّينِ الصَّحيح، وإذا أبَوا وعانَدوا وآثَروا الشِّرْكَ والكفرَ على دِينِ الإسلام، فما عليكَ أكثرُ ممّا بلَّغتَ وبيَّنتَ لهمُ الدِّينَ الحقّ، ولا تَقْدِرُ على سَوْقِ قلوبِ الناسِ إلى الإسلام، إنَّما مرجِعُهمْ وحِسابُهمْ على الله، وهوَ عالمٌ بأمرِ عبادِه، بصيرٌ بمَنْ يَستَحِقُّ الهِدايةَ ممَّنْ يَستَحِقُّ الضلالَة.