الدِّينُ عندَ اللهِ الإسلام، وهو ما أُرسِلَ بهِ جميعُ الأنبياء، وهوَ الذي يَجِبُ أنْ يُتَّبعَ عندَ إرسالِ أيِّ رَسول، حتَّى خُتِمَ بهمْ محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فلا يُقبَلُ مِنْ أحدٍ دِينٌ بعدَ بِعثَتهِ صلى الله عليه وسلم سِوَى دِينِ الإسلام. والدِّينُ عندَ اللهِ هوَ الاستسلامُ لدينِه، واتِّباعُ حُكمه، وطاعتُهُ كما أمَر.
وما اختلفَ أهلُ الكتابِ وما تَنازعوا إلا بعدَ أنْ جاءَهمُ العلمُ وقامَتْ عليهمُ الحُجَّةُ ووَضَحَ أمامَهمُ الطَّريق، بإرسالِ الرسلِ إليهم، وإنزالِ الكُتبِ عَليهم، فترَكوا الأدلَّةَ الواضِحة وتَخَلَّوا عنِ العَقيدةِ الصَّحيحَةِ والشريعةِ المُحْكَمة، ولازَموا جانبَ الخِلافِ والجِدال، والمُخاصمةِ واللَّجاجَة، اعتداءً وظُلماً، وحَسداً وتَباغُضاً، وعِناداً واستِكباراً، حتَّى صَارَ بعضُهمْ يُخالِفُ بعضاً قصداً ونِكايةً ولو لم يَعرِفوا حقيقةَ الأمر!
وإنَّ مَنْ جحَدَ شَيئاً مِنْ آياتِ الله(18)، وأنكرَ وحدانيتَه، ونبذَ دينَهُ الحقّ، فسوفَ يُحاسِبُهُ اللهُ على تَكذيبهِ هذا، ويُعاقبهُ على مخالفةِ كتابِه، وهوَ سريعُ الحِساب(19)، وشديدُ العِقاب، وخاصَّةً لمنْ كفرَ بعدَ معرفةِ الحقّ.