وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب... - سورة النمل الآية 88

  1. الجزء العشرون
  2. سورة النمل
  3. الآية: 88

﴿وَتَرَى الۡجِبَالَ تَحۡسَبُهَا جَامِدَةٗ وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِۚ صُنۡعَ اللَّهِ الَّذِيٓ أَتۡقَنَ كُلَّ شَيۡءٍۚ إِنَّهُۥ خَبِيرُۢ بِمَا تَفۡعَلُونَ﴾

[النمل:88]

تفسير الآية

وترَى الجِبالَ يَومَئذٍ كأنَّها ثابِتَةٌ باقِيَةٌ على ما كانتْ عَليه، والحَقُّ أنَّها زائلَةٌ عَنْ أماكنِها، وتَسيرُ كسَيرِ السَّحاب، حتَّى تقعَ على الأرضِ فتَستَويَ بها. وهذا مِنْ صُنعِ اللهِ الذي أجادَ وأحكمَ كُلَّ ما خلَق، واللهُ عَليمٌ بأفعالِ عِبادِه، ظواهِرِها وبَواطنِها، خَيرِها وشَرِّها، وسيُجازيهمْ على ذلكَ كُلِّه.

وذهبَ مُفَسِّرونَ إلى أنَّ المَقصودَ بالحَديثِ في الجِبالِ هُنا ما يَجري لها في الدُّنيا. ويَقولُ المُفَكِّرُ الإسلاميُّ زَغلولُ النجَّارُ في مَوقعِه: الجِبالُ ليسَتْ كُتَلاً هامِدَة، ولكنَّها تتحرَّكُ جانبيًّا بالتضاغُطِ والتثَنِّي والطَّيّ، كما تَتحرَّكُ رأسيًّا بالتصَدُّعِ والرَّفعِ مِنْ أسفَلَ إلى أعلَى بواسِطَةِ مُختَلِفِ قُوَى الأرضِ الداخليَّة، وبفِعْلِ عَوامِلِ التَّعريَة...

ثمَّ يَقول: والجِبالُ تَمُرُّ معَ الأرضِ مرَّ السَّحاب، وتَترَنَّحُ معَها في دوَرانِها حَولَ مِحوَرِها، وتَجري معَها في مَدارِها حولَ الشَّمس، ولعلَّ هذهِ الحركاتِ هيَ صورَةٌ منْ صُوَرِ الخُضوعِ للهِ الخالِقِ سُبحانَهُ وتعالَى، بالعِبادَة، والطَّاعَة، والتَّسبيحِ والذِّكْر، والسُّجود.

وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ

وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون