ولكنَّا خلَقنا بينَ زَمانِكَ وزَمانِ موسَى أُمَمًا كثيرَة، فطالَتْ عَليهمُ المُدَّة، فنَسُوا عهدَ اللهِ ومِيثاقَه، وتغيَّرَتِ الأحكامُ والشَّرائع، فكانَ لا بُدَّ مِنْ وَحيٍ جَديد، وشَريعَةٍ جَديدَة، تُجَدِّدُ عهدَ النَّاسِ برَبِّهم.
وما كُنتَ مُقيمًا بينَ أهلِ مَدْيَنَ مثلَ موسَى وشُعَيبٍ عَليهِما السَّلامُ تُذَكِّرُهمْ وتَعِظُهم، ولكنَّا بَعثناكَ رَسُولاً، وأنزَلنا عَليكَ الكِتاب، ولولا ذلكَ لَما عرَفتَ خبَرَهما وخبَرَ غَيرِهما مِنَ الأنبِياءِ والأُمَم.