فتقبَّلَ اللهُ نَذْرَها جزاءَ إخلاصِها، وربَّى مريمَ تربيةً حسَنةً منذُ نَشأتِها، ويسَّرَ لها أسبابَ القَبول، وجعلَ نبيَّ اللهِ زَكريّا كافِلاً لها وأميناً عَليها، وكانَ المسؤولَ الأوَّلَ في مركزِ العبادةِ ببيتِ المَقدِس، فتعلَّمَتْ منهُ عِلماً جَمًّا وعَملاً صَالحاً، فنشأتْ مُبارَكةً مُهَيَّأةً لأمرٍ جَلَل.
وكانَ زَكريّا كلَّما دَخَلَ عليها في مَكانِ عِبادتِها وجدَ عندَها طَعاماً وفاكِهة، فيَعْجَبُ لذلكَ وهوَ نبيُّ الله، ويقولُ لها: مِنْ أينَ لكِ هذا الرزقُ يا مَريم؟ فتقولُ في تَواضُعٍ وخُشوعٍ وإيمان: هوَ منْ عندِ الله، وهوَ سُبحانَهُ يُعطي مَنْ يَشاءُ بغيرِ حِساب، فهو كريمٌ واسِعُ الفَضل، جميلُ العَطاء.