وعندَما رَأى زَكريّا عليهِ السَّلامُ فيها هذا الصلاحَ والولاية، والتعبُّدَ والقُنوت، والإخلاصَ في الخدمةِ، تحرَّكَ في قَلبِهِ حبُّ الذرِّيةِ الصَّالحَة، لتَكونَ امتداداً لهُ ولعملِه، وكانَ شيخاً كبيراً قدْ وهنَ منهُ العَظم، وزوجُهُ كبيرةٌ عاقِرٌ لا تُنجِب، ومعَ ذلكَ لم يَيأس، فاللهُ قادرٌ على كلِّ شَيء. فدعا في استِكانةٍ وخُشوع، وقال بصوتٍ ضَعيف: اللهمَّ إني أسألُكَ أنْ تَرزُقَني ولداً صالحاً تَقَرُّ بهِ عَيني، وأنتَ تَسمَعُ مُناجاتي بينَ يديك، وتَضُرُّعي إليك، ورَغبتِي في الذريَّةِ الطيِّبة.