ويَجعلُهُ رسولاً إلى بَني إسرائيل، ويقولُ لهمْ مُبَيِّناً ما أيَّدَهُ اللهُ بهِ مِنَ المعجِزاتِ الباهِرات: إنِّي قدْ أتَيتُ لكم بعَلامةٍ ودَليلٍ منْ ربِّكمْ لتَعلَموا أنِّي رَسولهُ إليكم، فأصوِّرُ لكمْ منَ الطينِ شكلَ طَير، ثمَّ أنفُخُ فيهِ فيَطيرُ في السَّماء، كما تَرونَهُ عِياناً، بإذنِ اللهِ وقُدرتِه.
وأَشفِي الأعمَى فيُصبِحُ مُبصِراً.
وأَشفِي المـُبتلَى بالبرَص، وهوَ بياضٌ يُصيبُ الجسدَ لمرَض.
وأُحيي الموتَى بإذنِ الله.
وقدْ أيّدَ اللهُ عيسَى بمعجزاتٍ تُناسِبُ عصرَه، فكانَ في وقتِ انتشارِ الطبِّ وأهلِه، فجاءَ بما يُعجِزُهمْ ويُبهِرُ عُقولَهم، لئلاّ يكونَ لأحدٍ حُجَّةٌ في عدمِ تصديقِه.
قال: وأخبرُكمْ بما تأكلونَهُ في وقتِكم. وما تُخبِّؤونَهُ في بيوتِكم لغَدِكم.
وكلُّ هذا حُجَّةٌ بالِغةٌ ودَليلٌ على إرسالي إليكم، إذا كنتُمْ مُؤمِنين.
وإنَّ الذي قدَّرَ كلَّ هذا على يدِ عَبدٍ له، لا يُعجِزُهُ أنْ يَخلُقَ واحداً مثلي من دونِ أب، فهوَ على ما يَشاءُ قَدير، فآمِنوا بما هوَ حقٌّ ولا تَتجاوَزوه.