ضربَ اللهُ لكمْ مثَلاً يَتبيَّنُ فيهِ بُطلانُ الشِّرك، تَفهَمونَهُ مِنْ أنفُسِكم: هلْ يَرضَى أحَدُكمْ أنْ يَكونَ عَبيدٌ لهُ شُرَكاءَ لهُ في مالِه، فتَكونونَ أنتُمْ وهمْ سَواءً في المَال؟ تَخافونَ أنْ يَشارِكوكمْ ويُقاسِموكمْ فيهِ كما تَخافونَ أنْ يَشارِكَكمُ الحُرُّ في مالٍ بينَكما؟ إنَّ أحدَكمْ لا يَرضَى ذلكَ ولا يَخافُ منه، لأنَّ هذا الأمرَ غَيرُ جارٍ أصلاً، فالعَبيدُ كالمالِ مَملوكون. فإذا لم تَرضَوا بهذا لأنفُسِكم، ولم تَخافُوا منه، فكيفَ تَرضَونَ أنْ تَكونَ أصنامُكمُ التي تَعبدُونَها شُرَكائي وهيَ مِنْ عَبيدي ومَخلوقاتي؟!
وبمِثلِ هذا نُفَصِّلُ الآياتِ ونُبَيِّنُها، لقَومٍ يَستَعمِلونَ عُقولَهم، ويتدَبَّرونَ في ضَربِ الأمثَالِ لهم.