أيُّها المؤمِنون، اذكرُوا فَضلَ اللهِ ونِعمتَهُ العَظيمَةَ عَليكمْ في غَزوَةِ الأحزَاب، عندَما حُوصِرتُمْ معَ الرَّسُولِ في المَدينَة، إذْ جاءَتْكمْ جُيوشُ قُرَيشٍ وغَيرِها مِنَ القبائلِ العَربيَّةِ واجتمعَتْ على مُحاربَتِكم، فأرسَلنا عَليهمْ ريحًا شَديدَة، لم تُبْقِ لهمْ خَيمَةً ثابِتَة، ولا نارًا مُوقَدَة، وأرسَلنا عَليهمْ جُنودًا لم ترَوها، همُ المَلائكة، ألقَتْ في قُلوبِ الأحزَابِ الرُّعبَ والخَوف، فلم يَقِرَّ لهمْ قَرار، فانهزَموا.
وكانَ اللهُ بَصيرًا بما تَعمَلون، مِنْ بَذلِ جُهدِكمْ لنُصرَةِ دِينِ اللهِ ومُوالاةِ رَسولِه، والتِجائكمْ وتَضَرُّعِكمْ إلى رَبِّكمْ ليَكُفَّ شَرَّهُمْ عَنكمْ ويَنصُرَكمْ عَليهم.