إنَّ الذينَ يَستَبدِلونَ بما عَهِدَ اللهُ إليهم، منَ الإيمانِ بالرسولِ صلى الله عليه وسلم، وبما حَلَفوا بهِ منْ قولِهم: "واللهِ لنُؤمِنَنَّ بهِ ولنَنْصُرَنَّه"، يَستبدلونَ بهذا أثماناً زَهيدةً مِنْ حُطامِ الدنيا وعُروضِها الزائلة، فيَخونونَ العهدَ مُقابلَ ذلكَ ويَغْدِرونَ بالأمانة، فهؤلاءِ لا نَصيبَ لهمْ في نَعيمِ الآخِرَة، ولا يكلِّمُهمُ اللهُ بشَيءٍ يَسُرُّهم، ولا يَنظرُ إليهمْ نظرَ رَحمةٍ يومَ الحِساب، ولا يُثني عَليهمْ، ولا يُطَهِّرُهمْ مِنْ آثامِهمْ وذُنوبِهمُ المتراكِمة، بلْ يُعْرِضُ عنهمْ ويَسْخَطُ عليهمْ ويَقْذِفُ بهمْ إلى النارِ ليُعَذَّبوا فيها.
والآيةُ عامَّةٌ في هذا وغَيرِه، فقدْ وردَ في الصحيحِ أنَّها نزلتْ فيمَنْ يَحلِفُ باللهِ على شيءٍ ولا يُبالي، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَلَفَ على يَمينٍ يَستَحِقُّ بها مالاً وهوَ فيها فاجِر، لَقِيَ اللهَ وهوَ عليهِ غَضبان". فأنزلَ اللهُ تصديقَ ذلك، كما رواهُ ابنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ في صحيحِ البخاريِّ وغيرِه.