وفيهِ أدلَّةٌ واضحةٌ على ما شرَّفَهُ اللهُ بهِ وعظَّمه، مِنْ ذلكَ مقامُ إبراهيم، الذي كانَ يعتلي فيهِ على حَجَرٍ ليبنيَ البيت، وهذا المكانُ مقصودٌ بالصلاةِ فيه. وفيهِ الحجَرُ الأسود، وزَمزَم، وقَصدَهُ الأنبياءُ والمرسَلون، والأولياءُ الأبرار. وفيهِ مُضاعَفةُ الثوابِ أضعافاً كثيرة، وقَهرَ اللهُ كلَّ جبارٍ قَصَدهُ بسُوء.
ومَنْ دخلَهُ فقدْ أمِن، فلا يُعْرَضُ لهُ بسُوء.
وقدْ فَرضَ اللهُ الحجَّ إليهِ مرَّةً في العُمُرِ لمَنْ قَدَرَ على ذلك: صحياً، ومالياً، وأمنياً، على ما فصَّلَهُ الفقهاء. فهوَ رُكنٌ من أركانِ الإسلام.
ومنْ كفرَ بما فرضَهُ اللهُ منَ الحجّ، فإنَّ اللهَ غنيٌّ عنْ حجِّهِ وعنْ عبادةِ الناسِ أجمعين.
وإنمَّا شَرعَ اللهُ الحجَّ لِما فيهِ منْ ثوابٍ يعودُ على صاحبِه، فإنَّ "مَنْ حجَّ للهِ فلمْ يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ رجعَ كيومَ وَلَدَتْهُ أمُّه"، كما في صَحيحِ البُخاريّ.