ولتكنْ منْ بينِكمْ فِرقَةٌ أو جَماعةٌ تَدعو إلى الخَير، وتَنهَى عنِ الشرّ، وتأمرُ بالفضيلةِ والحقِّ والعَدل، وتَنهَى عنِ الرَّذيلةِ والباطلِ والظُّلم. وهيَ مهمَّةٌ ليستْ يَسيرة، حيثُ الاصطدامُ بطبائعِ ناسٍ ورغائبِهمْ ومنافعِهمْ ومصالِحهم. ومنْ قامَ بهذا التكليفِ فهوَ منَ المفلحينَ الفائزين.
قال ابنُ كثير: والمقصودُ منْ هذهِ الآيةِ أنْ تكونَ فِرقةٌ مِنَ الأمَّةِ مُتَصَدِّيةً لهذا الشَّأن، وإنْ كانَ ذلكَ واجِباً على كلِّ فردٍ منَ الأمَّةِ بحَسَبه، كما ثبتَ في صَحيحِ مسلم، عنْ أبي هُريرة، قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ رَأى منكمْ مُنكَراً فليُغَيِّرْهُ بيدِه، فإنْ لم يَستطِعْ فبلسانِه، فإنْ لم يَستطِعْ فبقَلبِه، وذلكَ أضعَفُ الإيمان".