لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها... - سورة الزمر الآية 20

  1. الجزء الثالث والعشرون
  2. سورة الزمر
  3. الآية: 20

﴿لَٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ لَهُمۡ غُرَفٞ مِّن فَوۡقِهَا غُرَفٞ مَّبۡنِيَّةٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا الۡأَنۡهَٰرُۖ وَعۡدَ اللَّهِ لَا يُخۡلِفُ اللَّهُ الۡمِيعَادَ﴾

[الزمر:20]

تفسير الآية

أمَّا الذينَ خافُوا رَبَّهم، فأحسَنوا لهُ الطَّاعَة، وابتعَدوا عمَّا نهَى، فلهمْ في الجنَّةِ مَنازِلُ عاليَة، بَعضُها فَوقَ بَعض، تَجري مِنْ تَحتِها الأنهار(134)، زيادَةً في جَمالِها ونَعيمِها، وهذا وَعدٌ مِنَ اللهِ لعِبادِهِ المؤمِنينَ المتَّقين، واللهُ يَقولُ الحقّ، ولا يُخلِفُ وَعدَه.

(134) جريُ الأنهارِ من تحتها [أي: من تحتِ الغرف]، من كمالِ حُسنِ منظرِها للمُطلِّ منها. ومعنى {مِنْ تَحْتِها}: أن الأنهارَ تمرُّ على ما يجاورُ تحتها، كما تقدَّم في قولهِ تعالى: {جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} في آل عمران: 15، فأُطلِقَ اسمُ (تحت) على مُجاورة. ويجوزُ أن يكونَ المعنى: تجري من تحتِ أسسِها الأنهار، أي: تخترقُ أسسَها، وتمرُّ فيها وفي ساحاتها، وذلك من أحسنِ ما يُرَى في الديار، كديارِ دمشق، وقصرِ الحمراءِ بالأندلس، وديارِ أهلِ الترفِ في مدينةِ فاس، فيكونُ إطلاقُ (تحت) حقيقة. والمعنى أن كلَّ غرفةٍ منها يجري تحتها نهر، فهو من مقابلةِ الجمعِ ليُقسَّمَ على الآحاد، وذلك بأن يصعدَ الماءُ إلى كلِّ غرفة، فيجري تحتها. (التحرير والتنوير).

لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ

لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد