ولو أنَّنا نَزَّلنا القُرآنَ بلُغَةِ العجَم، لقالوا: هلاّ بُيِّنَتْ آياتُه، ووُضِّحَتْ كَلِماتُهُ بلسانٍ نَفهَمُه؟ ثمَّ إنَّهمْ سيُنكِرونَ ذلكَ ويَتعَجَّبونَ منه، ويَقولون: أكلامٌ أعجَميٌّ يَنزِلُ على رَسُولٍ عرَبيّ؟
قُلْ لهم: إنَّ هذا القُرآنَ كتابٌ يَهدي القُلوبَ إلى الحقِّ والصَّواب، ويَشفي الصُّدورَ مِنَ الشُّكوكِ والشُّبُهات.
والذينَ لا يُؤمِنونَ بهِ بَعيدونَ عَنهُ فلا يَسمَعونَه، وكأنَّ في آذانِهمْ ثِقلاً وصَمَمًا فلا يَفهَمونَ ما فيه، وإذا كانَ للمؤمِنينَ شِفاءً فهوَ عَلى الكافِرينَ عمًى، فلا يَهتَدونَ إلى الحقِّ والبَيانِ الذي فيه، ولا يَنتَفِعونَ به، وهمْ كمَنْ يُنادَى مِنْ بَعيدٍ فيَسمَعُ الصَّوتَ ولا يَتبيَّنُ المَعنَى.