وإذا كنتُمْ قدْ أُصِبْتُمْ بجِراحٍ وقُتِلَ منكمْ جَماعة، فقدْ أُصِيبَ أعداؤكمْ وقُتِلَ منهمْ كذلك، فهيَ سنَّةُ اللهِ أنْ تُصِيبوا وتُصابُوا، فالأيّامُ دُوَل، لهؤلاءِ يَوماً، ولأولئكَ يَوماً، ولِيَتبيَّنَ بذلكَ المؤمِنونَ الصَّادِقونَ في إيمانِهمْ وجهادِهمْ مِنْ غَيرِهم. فإنَّ تَعاقُبَ الشدَّةِ والرخاءِ يَكشِفُ مَعادِنَ النفُوسِ وطَبائعَ القُلوب، ودرجةَ الطاعة، والصبرَ على القِتال، ولِيَختارَ منكمْ شُهداء، ممَّنْ يَبذُلونَ أروَاحهمْ في سبيلِ دينِ اللهِ ومَرضاتِه؛ ليُكرمَهمْ ويَخُصَّهمْ بقُربِه، ويُنعِمَ عليهمْ مِنْ نِعَمِه.
واللهُ لا يُحِبُّ المُكذِّبينَ الضالِّين، بلْ يُحاسِبُهمْ ويُعاقِبُهم.