اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر... - سورة الحديد الآية 20

  1. الجزء السابع والعشرون
  2. سورة الحديد
  3. الآية: 20

﴿اعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا الۡحَيَوٰةُ الدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞ وَزِينَةٞ وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرٞ فِي الۡأَمۡوَٰلِ وَالۡأَوۡلَٰدِۖ كَمَثَلِ غَيۡثٍ أَعۡجَبَ الۡكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمٗاۖ وَفِي الۡأٓخِرَةِ عَذَابٞ شَدِيدٞ وَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ اللَّهِ وَرِضۡوَٰنٞۚ وَمَا الۡحَيَوٰةُ الدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ الۡغُرُورِ﴾

[الحديد:20]

تفسير الآية

اعلَموا أيُّها النَّاس، أنَّ حاصِلَ أمرِ هذهِ الدُّنيا عندَ أهلِها المَفتونينَ بها، أنَّها لَعِبٌ باطِلٌ لا يُرتَجَى منهُ ثمرَةُ حقٍّ وجِدّ، ولَهوٌ وفرَحٌ يَشغَلُ المَرءَ عنِ المهمِّ والأصلَح، وزِينَةٌ ومَظهَرٌ لا يَدومان، وافتِخارٌ بأنسَابٍ ومَناصِبَ لا تَبقَى، ومُباهاةٌ بكثرَةِ أموَالٍ وأولاد، وكلُّ ذلكَ وَشيكُ الزَّوال، كمثَلِ مطَرٍ أعجبَ المُزارِعينَ لِما يَحصُلُ بهِ مِنَ الإنبَاتِ والنمُوّ، كما يُعجِبُ الكفَّارَ المَفتونينَ بزَهرَةِ الحياةِ الدُّنيا، ثمَّ يَتحرَّكُ ويَتَماوَجُ هذا الزَّرعُ حتَّى يَكبَرَ ويَشتَدّ، ثمَّ يَجِفّ، فتَراهُ مُصفَرًّا بعدَ اخضِرارٍ ونَضارَة، ثمَّ يَكونُ هَشيمًا يابِساً تَذرُوهُ الرِّياح، كما يَكونُ الإنسَانُ غَضًّا نَضِرًا في أوَّلِ عُمُرِه، ثمَّ يَكتَهِلُ ويَشِيخُ ويَضعُفُ حتَّى يَموت.

ويَنتَهي أمرُ النَّاسِ في اليَومِ الآخِرِ إلى نَتيجَتين: إمَّا عَذابٌ مُؤلِمٌ شَديد، لمَنْ غفَلَ عنْ أمرِ ربِّه، فالتهَى بالدُّنيا وكفَر، وإمَّا مَغفِرَةٌ ورَحمَةٌ مِنَ اللهِ ورِضوان، لمَنْ آمنَ باللهِ وأطاعَه. وما الحياةُ الدُّنيا إلاّ مُتعَةٌ وغُرور، لمَنْ ركنَ إليها واغتَرَّ بها.

اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ

اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور