ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات... - سورة النساء الآية 25

  1. الجزء الخامس
  2. سورة النساء
  3. الآية: 25

﴿وَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ مِنكُمۡ طَوۡلًا أَن يَنكِحَ الۡمُحۡصَنَٰتِ الۡمُؤۡمِنَٰتِ فَمِن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن فَتَيَٰتِكُمُ الۡمُؤۡمِنَٰتِۚ وَاللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِيمَٰنِكُمۚ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذۡنِ أَهۡلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالۡمَعۡرُوفِ مُحۡصَنَٰتٍ غَيۡرَ مُسَٰفِحَٰتٖ وَلَا مُتَّخِذَٰتِ أَخۡدَانٖۚ فَإِذَآ أُحۡصِنَّ فَإِنۡ أَتَيۡنَ بِفَٰحِشَةٖ فَعَلَيۡهِنَّ نِصۡفُ مَا عَلَى الۡمُحۡصَنَٰتِ مِنَ الۡعَذَابِۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ الۡعَنَتَ مِنكُمۡۚ وَأَن تَصۡبِرُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡۗ وَاللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾

[النساء:25]

تفسير الآية

ومَنْ لم يَكنْ ذا سَعَةٍ وغِنًى ليَتزوَّجَ منَ المؤمِناتِ الحَرائر، فليَنكِحِ الإماءَ المؤمناتِ اللاتي يَملِكُهنَّ المؤمِنون. واللهُ أعلمُ مِنكمْ بمراتبِ إيمانِكم، فليَكنِ الإيمانُ مَطمَحَ نظَرِكم، فرُبَّ أمَةٍ أكثرُ إيماناً مِنْ غيرِها منَ الحرائر. وأنتُمْ وفتَياتُكمْ بعضُكم مِنْ بعض، إمّا بالدِّينِ وإمّا بالنَّسَب، فتزوَّجوا مِنهنَّ بعدَ إذنِ أوليائهنّ، يَعني مَنْ له ولايةُ تَزويجِهنّ، بعدَ أنْ تَدفعوا مُهورَهنَّ عنْ طِيْبِ نَفس، دونَ أنْ تَبخَسوا منهُ شيئاً، ولا أنْ تَستَهينوا بهنَّ لكونِهنَّ إماءً مَملوكات، وهنَّ عَفائفُ لا زَانياتٌ ولا ذَواتُ أصدِقاء، فإذا تَزوَّجنَ وزَنين، فعَليهنَّ مِنَ العُقوبةِ نِصْفُ ما على الحرائرِ الأبكار، ولا رَجْمَ عليهنّ؛ لأنَّهُ لا يُنتَصف.

ويَعني أنَّ عُقوبتَهنَّ لا تَزيدُ بالزَّواج، فيُقامُ عَليهنَّ الحدُّ إنْ زَنَين، وهوَ خمسونَ جَلْدة، أبكاراً كُنَّ أمْ مُتزوِّجات. وفيهِ اختلافُ عُلماء.

وزواجُكمْ بالإماءِ المؤمِناتِ بالشُّروطِ السابقَةِ لمنْ خافَ الزِّنا بسببِ غَلَبةِ الشَّهوةِ عليه، ولو صَبرتُمْ عنْ نِكاحِهنَّ فهوَ أفضَلُ لكم، لأنَّهُ لو صارَ لكمْ مِنهنَّ أولادٌ لكانوا أرقّاء، ولا يَخْلُصْنَ للأزواجِ خُلوصَ الحرائر، فهنَّ يُستَخدَمنَ سفَراً وحَضَراً، ويَقْدِرُ سَيِّدُهُنَّ أنْ يَبيعَهنَّ للحاضرِ والبادي. وفي ذلكَ مَشقَّةٌ على أزواجِهنّ. كما أنَّهنَّ مُبتذَلات، وداخِلاتٌ خارِجات، ولا يَكادُ يَتحمَّلُ منهنَّ ذلكَ غَيور.

واللهُ يَغفِرُ لمنْ لم يَصبِرْ عنْ نِكاحِهنّ، رحيمٌ بكم، فلذلكَ رخَّصَ لكمْ ما رخَّص.

والجمهورُ على أنَّهُ لا يجوزُ للمسلمِ الزواجُ منَ الإماءِ ما دامَ قادراً على الزواجِ منَ الحرائر، ويَصبِرُ عنِ الزواج، وخالَفَهمُ الحنفيَّةُ في ذلك... واتَّفقوا على أنَّ مَنْ كانَ متزوِّجاً حُرَّة، لم يَجُزْ لهُ أنْ يتزوَّجَ بالأمَة...

وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ

ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم