أيُّها المؤمِنون، كونُوا نُصرَةً لدِينِ اللهِ في جَميعِ أحوالِكم، بأنفُسِكمْ وأموالِكم، كما قالَ نَبيُّ اللهِ عيسَى بنُ مَريمَ لصَفوَةِ أتْباعِهِ الحوَاريِّين: مَنْ أعوَاني وجُنودِي الذينَ يُعينوننَي في الدَّعوَةِ إلى الله؟
قالَ الحوَاريُّون: نحنُ أنصارُكَ على ما أُرسِلْتَ به، ومُؤازِروكَ على تَبليغِ دِينِ الله.
ولمَّا دَعا معَ أتباعِهِ إلى الدِّين، اهتدَتْ جَماعَةٌ مِنْ بَني إسرَائيلَ واتَّبَعوه، وضَلَّتْ جَماعَةٌ أُخرَى، ورَمَوهُ وأُمَّهُ الصِّدِّيقةَ بالعَظائم، وهمُ اليَهودُ عَليهمْ لَعنَةُ الله، وغَلَتْ فيهِ طَوائفُ مِنْ بَعد، فاعتبَروهُ ابنًا لله، تَعالَى اللهُ عنْ ذلكَ وتقدَّس. فنَصَرْنا المؤمِنينَ على أعدَائهم، فصَاروا غالِبينَ عَليهم، وذلكَ ببِعثَةِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.