هوَ الذي بعثَ في العرَبِ الذينَ اشتُهِرَتْ فيهمُ الأمِّيِّةُ ولا كتابَ لهم - فلا يَقرَؤونَ ولا يَكتُبونَ - رسُولاً مِنْ جُملَتِهمْ وأُمِّيًّا مثلَهم، يَقرَأُ عَليهمْ آياتٍ مُوحًى بها مِنْ عندِ الله، ويَجعَلُهمْ أزكيَاءَ القُلوب، بإيمَانِ مَنْ يَهديهِ اللهُ ويُصلِحُهُ على يَديه، وبدَعوَتِهِ وتَبليغِه، ويُرشِدُهمْ إلى كيفيَّةِ تَطهيرِ النُّفوسِ مِنَ الآثامِ والخِصالِ السيِّئة، ويُعَلِّمُهمُ القُرآنَ العَظيم، والسنَّةَ النبَويَّة، وما فيها مِنْ أحكامٍ وشَرائع، وإنْ كانوا مِنْ قَبلُ في جاهليَّة، وشِركٍ وكُفر.
وتَخصيصُ العرَبِ بالذِّكرِ لا يَنفي مَنْ عَداهم، ولكنَّ المنَّةَ عَليهمْ أبلَغُ وآكَد، كما في الآيةِ التَّالية، وكما في قَولِهِ تَعالَى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} {سورة الأعراف: 158].