وهناكَ طائفةٌ منَ اليَهود، وهمْ عُلَماءُ الضَّلالِ مِنهم، يُفَسِّرونَ التورَاة على غَيرِ وجهِها الحقيقيّ، فيُؤوِّلونَ مَعناها أو يُحَرِّفونَ ألفاظَها عنْ قَصد، وإذا سَمِعوا كلاماً للرسولِ صلى الله عليه وسلم قالوا لهُ في كفرٍ وعِناد: سَمِعنا قولَكَ وعَصَينا أمرَك!! وقالوا مُستَهزئين: اسْمَعْ ما نَقولُ لا سَمِعت، وراعِنا، يحرِّفونَها بألسنتِهمْ عنْ مَعناها، فهي تَحتَملُ معنَى أمْهِلْنا وانظُرْ إلينا، ومعنَى الرُّعونة، وهيَ الهوَجُ والحُمْق، بقصدِ السبِّ والعَيب، والقَدحِ في الدَّينِ والسُّخريةِ منه.
ولو أنَّهمْ عندما سَمِعوا شَيئاً مِنْ أوامرِ الله، قالوا: "سَمِعنا وأطَعنا" بدلَ "سَمِعنا وعَصَينا"، وقالوا: "واسْمَعْ وانظُرْنا" بدلَ "واسْمَعْ غيرَ مُسْمَعٍ وراعِنا"، لكانَ أنفعَ مِنْ قولِهمْ وأعدلَ وأصوب، ولكنَّهمْ لم يَقولوا ذلك، بل استمرُّوا في كُفرِهمْ وضَلالِهم، فخذلَهمُ اللهُ وأبعدَهمْ مِنْ رحمتهِ وهُداه، فلا يُؤمِنُ منهمْ إلاّ القَليل.