ما أصابكَ أيُّها الإنسانُ مِنْ نِعمَةٍ ورَخاءٍ فهو مِنْ فضلِ اللهِ عَليكَ ولُطفهِ وإحسانِه، وما تَقومُ بهِ مِنْ عِبادةٍ وطاعةٍ لا تَكادُ تُكافِئُ نِعمةَ وجودِك، فضلاً عنِ النِّعمِ الأخرَى عليك. وما أصابَكَ مِنْ مُصيبةٍ فقدْ جاءَتْكَ مِنْ قِبَلك، مِنْ عملِكَ وما اقترفتَهُ منْ مَعاصٍ ومُنكرات، وإنْ كانتْ مِنْ حيثُ الإيجادُ مُنتَسِبةً إلى اللهِ تعالى، نازلةً مِنْ عندهِ عُقوبة، وهذا كقولهِ سبحانه: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى:30].
وقدْ بعثناكَ للناسِ رسُولاً، تبلِّغُهمْ شَرائعَ الله، وتُبيِّنُ لهمْ أحكامَه.
وكفَى باللهِ شَهيداً على رسالتِك، وعلى ما تُبَلِّغُهم، وعلى ما يَحصُلُ بينَكَ وبينَهم، وعلى موقفِهمْ مِنَ الدَّعوة.