وما الحياةُ الدنيا - في غالبِها - إلا كاللَّعبِ واللَّهوِ في عَدَمِ النَّفعِ والثَّبات، فلا يشتَغلُ العاقِلُ بما هوَ باطِلٌ وغُرورٌ ولا بقاءَ له، فهوَ سريعُ الزَّوال، قليلُ الانتِفاعِ به، والدَّارُ الآخِرَةُ وما يتعلَّقُ بها منْ ثَوابٍ ونَعيم، وخُلودٍ ورِضوانٍ منَ الله، خَيرٌ وأعظَمُ منْ ذلكَ المتاعِ القَليل، للَّذينَ يَبتَعدونَ عنِ الكُفرِ والعِناد، ويَفتَحونَ قلوبَهمْ للحقِّ والإيمان، أفلا تَفقَهونَ ذلكَ لتبتَعِدوا عمّا نَهى اللهُ عنه، وتُقبِلوا على ما رغَّبَكمْ فيهِ وحثَّكمْ عليه، وفيهِ مَنفَعةٌ لكمْ في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخِرة ؟!