وكذلكَ ابتلَينا واختبَرنا الناسَ بعضَهمْ ببَعض، الفقراءَ بالأغنياءِ والعَكس، والأشرافَ بمنْ دونَهمْ وبالعكس، ليقولَ المشرِكونَ المتكبِّرونَ في أصحابِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وقدْ كانَ غالبُهمْ منَ الضُّعفاءِ والعَبيدِ في أوَّلِ البِعثَة: أهؤلاءِ هَداهمُ اللهُ إلى الإيمانِ فهمُ الأحسَنُ مِنْ بينِنا، أنحنُ نكونُ تبَعاً لهمْ وهمُ العبيدُ والفقراءُ ونحنُ الرؤساءُ والأثرياء؟ اطرُدْهُمْ عنكَ فلعلَّكَ إنْ طرَدتَهُمْ أنْ نتَّبِعَك.
أليسَ اللهُ مطَّلعاً على أحوالِهمْ وضمائرِهِمْ فهَداهُمُ إلى طريقِ الحقّ، ووفَّقهُمْ إلى ما فيهِ الخير؟ أليسَ عالماً بمنْ شكرَ نِعَمَةَ الإيمانِ عليهِ فقَبِلَهُ عندَه؟