ودَعِ الكافِرينَ الذينَ فُرِضَ عليهمْ أنْ يَدِينوا بالإسْلامِ فسَخِروا منه وعَبَثوا بهِ ولم يُبالوا، وخُدِعوا بما في الدُّنيا مِنْ لَذَّةٍ ومَتاعٍ ووَلد، حتَّى أنكَروا البَعث، فذكِّرْ بهذا القُرآن، وحذِّرِ الناسَ مِنْ نِقمةِ اللهِ وعَذابِه، حتَّى لا تُحْبَسَ نَفسٌ وتؤاخَذَ بسبَبِ عملِها السُّوء، وليسَ لها يومَ القيامَةِ ناصرٌ يلي أمرَها أو قريبٌ يَشفَعُ لها، فالأمرُ يَومئذٍ للهِ وحدَه.
ولو بَذلَتْ هذهِ النفسُ كلَّ ما تَقدِرُ عليهِ مِنْ بَذل، وفَدَتْ كلَّ فِداء، لمـَا أُخِذَ منها، ولمـَا نُظِرَ فيه، أولئكَ الذينَ اتَّخذوا دينَهمْ لهواً ولَعِباً قدْ حُوسِبوا على أعمالِهمُ السيِّئة، وحُرِموا الثَّواب، وسُلِّموا للعَذاب، فلهمْ شَرابٌ مِنْ مَاءٍ حارٍّ جدّاً يُقطِّعُ أمعاءَهم، ونارٌ عَظيمةٌ تُحرِقُ أجسادَهمْ وتأتي على أفئدتِهم، جزاءَ كُفرِهمْ وعنادِهمْ وتكذيبِهمُ الرسُل.